
عُقد في مدينة عمّان في الفترة 9 – 10 يوليو 2023م “اللقاء التشاوري الأول لمبادرات السلام في اليمن” الذي جمع عدداً من ممثلي قوى السلام التي تعمل داخل اليمن بالإضافة إلى عدد كبير من قيادات وأعضاء تيار التوافق الوطني.
وفي المؤتمر الذي نظمته مؤسسة تمدن للتنمية الثقافية بالتعاون مع مؤسسة أجيال السلام، عُقدت أربعة جلسات مكثفة عكَفَ فيها المشاركون على مناقشة وإعداد وثائق مرجعية لتوحيد جهود السلام في اليمن، وبناء إطار جامع ومنظّم لجميع مبادرات وقوى السلام في اليمن بهدف أن يكون لقضية إيقاف الحرب والوصول إلى السلام تمثيلاً مدنياً له تأثيره ووجوده أمام قوى الصراع المستفيدة من استمرار الحرب.
وقد أعرب المشاركون على أهمية أن يكون لهذا الإطار الجامع أو التكتل، الذي تم الاتفاق على تسميته مبدئياً بـ “ملتقى قوى السلام في اليمن”، تأثيرٌ مباشر على الأرض، وأن يتم الاعتراف به كطرفٍ أساسي في أي ترتيباتٍ أو مستجداتٍ أو تسويات قادمة لإيقاف الحرب بين القوى المتصارعة، وهي القوى التي لا ينبغي أن تتفرد باستحقاقات السلام كما انفردت في قرار الحرب.
في الجلسة الأولى من اليوم الأول تم عرض عمل فريق التواصل الداخلي في تيار التوافق الوطني خلال الفترة الماضية، والنتائج الإيجابية التي حققها في التواصل مع الشخصيات السياسية والاجتماعية المؤثرة المؤمنة بالسلام في عدد من المدن اليمنية، وخاصة في صنعاء وعدن، والتنسيق معهم. كما تم عرض مشروع التيار الهادف إلى إيجاد ائتلاف إعلامي يمني من أجل السلام يخفف من حدة الخطاب الاعلامي العدائي للأطراف المتصارعة ويساعد على نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، وهو المشروع الذي ينبغي أن يرافق أي مشاريع بناء سلام في اليمن لما للإعلام من دور كبير في تأجيج الصراعات وكذلك توفير مناخ ملائم للتوافق والمصالحة الوطنية. هذا بالإضافة إلى تقديم عرض عن تجربة رواندا في المصالحة الوطنية والدروس التي يمكن أن يستفاد منها في الحالة اليمنية.
أما في الجلسة الثانية فقد تم عرض ثمانية أوراق عمل قدمها المندوبون القادمون من صنعاء وعدن، وشملت عدداً من القضايا المتخصصة حول السلام وآلياته وتحدياته، وإمكانيات تأهيل الأطراف الفاعلة داخل اليمن للعب دور محوري في دفع القوى المتصارعة لإيقاف الحرب ونبذ العنف والانتقال إلى مربعات السياسة لحل الخلافات. وقد تم إثراء هذه الأوراق بالنقاش والاستخلاصات من قبل بقية المشاركين، لتشكل نواة للقضايا النقاشية المستفيضة التي عمل عليها المشاركون في اليوم الثاني والذين تم توزيعهم إلى مجموعات عمل تخص ثلاثة محاور رئيسية متعلقة بفكرة ملتقى قوى السلام في اليمن وهي:
- واقع قوى السلام اليمنية في الداخل والخارج والدور المأمول منها
- صياغة ميثاق عَمل سياسي لإطار وطني جامع لقوى السلام في اليمن
- الأسس النظرية والهيكلية لملتقى قوى السلام في اليمن
في الجلسة الختامية للمؤتمر تم استضافة عدد من ممثلي المنظمات الدولية التي تعمل في بناء السلام في اليمن بالإضافة إلى وفد من مكتب المبعوث الأممي لليمن، وتم في الجلسة عرض مسيرة تيار التوافق الوطني وجهوده من أجل السلام في اليمن، كما تم فتح باب نقاش شفاف وهادف شارك فيه جميع المشاركين حول قضايا السلام في اليمن ومعوقاته والدور المأمول من المجتمع الدولي.
هذا وقد ثم اختتام “اللقاء التشاوري الأول لقوى السلام في اليمن” بإقرار الوثائق المبدئية التي تمثل مخرجات المؤتمر، والعمل على تطويرها للوصول إلى صيغها النهائية. وقد أقر المشاركون التوصيات التالية:
- العمل على توسعة تمثيل شخصيات ومنظمات السلام المؤثرة من جميع المحافظات في الداخل وكذلك من خارج اليمن.
- العمل على توسعة تمثيل الشخصيات المؤثرة في صناعة السلام من جميع شرائح المجتمع
- العمل على عقد لقاء تشاوري ثاني لمبادرات السلام في اليمن قبل انعقاد المؤتمر التأسيسي للكيان الجامع لقوى السلام (ملتقى قوى السلام في اليمن)
- القيام بأنشطة وحملات سلام إعلامية وجماهيرية، وتحويل العمل من أجل السلام إلى قضية رأي عام بالتوازي مع عملية التأسيس للكيان الجامع وكرافد لها.
- المطالبة بتمثيل قوى السلام المدنية المنضوية في الكيان في أي مفاوضات أو ترتيبات ترعاها الأمم المتحدة أو الدول الإقليمية
- إعداد خارطة طريق للسلام خاصة بالكيان لإقرارها في المؤتمر التأسيسي
- السعي لإنشاء صندوق داعم للكيان يضمن استمرارية عمله واستقلاليته يراعى فيه أعلى مستويات الشفافية والمحاسبة.
- العمل على عقد المؤتمر التأسيسي للكيان وإشهاره داخل اليمن
- العمل المستمر على نشر ثقافة السلام عبر كل الوسائل الاعلامية والتربوية المتاحة وردم الفجوة المعرفية بقضية صناعة السلام وتصويب النظرة الخاطئة حولها.
- التنسيق المستمر مع المنظمات الدولية والاقليمية المعنية بصناعة السلام خلال فترة تأسيس الكيان والاستفادة من أي تجارب سابقة مماثلة.
- العمل على تأسيس قاعدة بيانات وتحليل لجميع قوى السلام اليمنية في الداخل والخارج أو تلك التي تعمل من أجل السلام في اليمن.
- العمل على تأسيس منصات حوارية متخصصة وجادة لإدارة حوارات حول القضايا الأساسية المتعلقة بالصراع (الجذور والواقع) والمتطلبات الرئيسية والواقعية لإنهاء الحرب، ومن ثم الوصول إلى السلام المنشود.