عمان – الأردن 15 أكتوبر 2024: في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن منذ سنوات طويلة، وحرصاً على المشاركة في تحقيق سلام عادل ومستدام، اختتمت يوم أمس في العاصمة الأردنية عمّان جلسات اللقاء التشاوري الثاني لمبادرات السلام في اليمن، الذي انعقد خلال الفترة 12-14 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بمشاركة 35 شخصية يمنية من مختلف المحافظات اليمنية ومن مختلف دول العالم.
في جلسة افتتاح اللقاء، الذي نظمته مؤسسة “تمدُّن للتنمية الثقافية والإعلام”، ألقى رئيس المؤسسة، الدكتور محمود العزاني، كلمة ترحيبية قدم فيها لمحة عن المشروع، حاثّاً المشاركين على العمل معاً من أجل السلام في اليمن، مؤكّداً ضرورة عدم فقدان الأمل.
من جانبه، عبّر المدير التنفيذي لمعهد القانون والمجتمع في الأردن، الأستاذ معاذ المومني، عن ترحيبه الشخصي وترحيب المملكة الأردنية الهاشمية بالمشاركين، مؤكداً دعم الأردن لليمنيين واليمنيات في سعيهم لاستعادة “اليمن السعيد”.
وبدورها عرضت الأستاذة حورية مشهور، وهي أحد المؤسسين الأوائل لتيار التوافق الوطني والوزيرة السابقة لحقوق الإنسان، بعض المبادرات السابقة والحالية، خصوصاً المبادرات النسوية، لتحقيق السلام في اليمن، مؤكدة أهمية دور العمل المدني كأداة أساسية لتحقيق سلام عادل ومستدام.
وعن المشاركين في اللقاء التشاوري، تقدّم كل من الأستاذ محمد عبد السلام منصور والدكتور عبد الله عوبل بالشكر للمنظمين، معربين عن تطلعاتهما وتوصياتهما بشأن الأولويات التي ينبغي التركيز عليها لتحقيق نتائج فعالة في الطريق نحو السلام الشامل والعادل. كما أكدا على أهمية المؤتمر، من حيث كونه استمراراً وتعزيزاً للجهود الوطنية لتحقيق السلام عبر أصوات يمنية تمثل مختلف شرائح المجتمع، مع التركيز على إشراك اليمنيين من الداخل في وضع استراتيجية وطنية عملية تسهم في إنهاء الصراع وتحقق تطلعات الأجيال القادمة.
وأثري اللقاء بنقاشات مستفيضة تمحورت حول السعي لإنشاء مكون وطني جامع لقوى السلام اليمنية، بناء على مخرجات اللقاء التشاوري الأول الذي تم في العام الماضي في عمَّان.
وأكد المشاركون، خلال جلسات العمل، مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية تجاه الشعب اليمني، معتبرين مصالح الشعب أولويتهم القصوى. كما ساهموا في الصياغة الأولية للوثائق الرئيسة لهذا المكون الذي توافقوا على تسميته بـ “الائتلاف الوطني للسلام في اليمن”، والتي تضمنت: الرؤية والنطاق، النظام الأساسي، وميثاق العمل السياسي.
كما تم استعراض عمل لجنة الصياغة في تحليل مداخلات المشاركين التمهيدية وتقديم مقترحات للنقاش طوال أيام المؤتمر.
الدكتور همدان دماج، المدير التنفيذي لتمدن، أشار إلى نجاح اللقاء التشاوري الثاني، مضيفاً أن تمدن تستعد للمرحلة الأخيرة التي سيتم فيها إشهار الائتلاف الوطني للسلام في اليمن العام القادم في مدينة المكلا، التي ستصبح “عاصمة السلام” في اليمن، حسب قوله.
وفي ختام المؤتمر تعهّد المشاركون بمواصلة العمل في سبيل تحقيق أهداف وتوصيات اللقاء التشاوري، والوقوف معاً كائتلاف وطني قادم يهدف لتحقيق السلام المنشود في اليمن، مؤكدين أن الفرصة سانحة، وأن وقت العمل الجاد هو الآن.
وقد خرج المؤتمر بالتوصيات التالية:
1- العملُ على توسعةِ مشاركةِ الشخصياتِ، وتمثيلِ منظماتِ السلامِ المؤثّرةِ من جميعِ المحافظاتِ اليمنيةِ، في الداخلِ والخارجِ، ومن مختلفِ شرائحِ المجتمع.
2- تكثيفُ العملِ الميدانيِّ لجعلِ العملِ من أجلِ السلامِ الشاملِ والعادلِ في اليمنِ قضيةَ رأيٍ عام.
3- حثُّ المجتمعِ الدوليِّ على تمثيلِ قوى السلامِ المدنيةِ في أيِّ مفاوضاتٍ أو ترتيباتٍ ترعاها الأممُ المتحدةُ أو دولُ الإقليم.
4- إعدادُ رؤيةٍ شاملةٍ للسلامِ خاصةٍ بالائتلافِ الوطنيِّ للسلامِ، لإقرارِها في المؤتمرِ التأسيسي.
5- العملُ على عقدِ المؤتمرِ التأسيسيِّ للائتلافِ وإشهارِهِ من داخلِ اليمن.
6- العملُ المستمرُّ على نشرِ ثقافةِ السلامِ عبرَ كلِّ الوسائلِ الإعلاميةِ والتربويةِ المتاحةِ، بما في ذلك إنشاءُ منصاتٍ حواريةٍ لردمِ الفجوةِ المعرفيةِ بقضيةِ صناعةِ السلامِ، وتصويبِ النظرةِ الخاطئةِ حولَها.
7- التنسيقُ المستمرُّ مع المنظماتِ الدوليةِ والإقليميةِ المعنيةِ بصناعةِ السلامِ خلالَ فترةِ تأسيسِ الائتلافِ، والاستفادةُ من أيِّ تجاربَ سابقةٍ مماثلة.
8- العملُ على تأسيسِ قاعدةِ بياناتٍ وتحليلٍ بحثيٍّ لجميعِ قُوى السلامِ اليمنيةِ في الداخلِ والخارجِ، أو تلك التي تعملُ مِن أجلِ السلامِ في اليمن.
9- حثُّ المجتمعِ الدوليِّ على استمرارِ وزيادةِ الدعمِ المُقدَّمِ للمنظماتِ المدنيةِ العاملةِ من أجلِ السلامِ المستدام.
10- حثُّ المجتمعِ الدوليِّ والإقليمِ على استعادةِ دورِهِ في الضغطِ على قُوى الصراعِ المختلفةِ للعودةِ إلى طاولةِ التفاوضِ والالتزامِ بإيقافِ الحربِ وإقامةِ السلامِ في اليمن.
11- حثُّ المجتمعِ الدوليِّ على استمرارِ فتحِ الحواراتِ مع القوى المدنيةِ والسياسيةِ داخلَ اليمنِ وخارجَهُ، من أجلِ إشراكِهِم في عمليةِ السلام.
جديرٌ بالذكر أن هذا اللقاء هو جزء من سلسلة فعاليات، في الداخل والخارج، يؤمَّل تتويجها بالمؤتمر التأسيسي الأول للائتلاف العام المنتظَر إشهاره.