5 أغسطس 2018: أقيمت في لندن ندوة بعنوان “انتهاكات حقوق الإنسان العربي في إيران : جذور المشكلة وآفاق الحل” نظمتها الهيئة الدولية للسلام وحقوق الإنسان، بالشراكة مع مؤسسة تمدن والمنتدى الثقافي العربي بلندن، وحضرها عدد كبير من المهتمين .
وسلطت الندوة المنعقدة السبت الضوء على مسألة حقوق الإنسان العربي في إيران عبر محورين، الأول تطرق إلى معاداة العرب في إيران عبر الخطاب العنصري متعدد الأبعاد للباحث الأستاذ يوسف عزيزي، والثاني سلط الضوء على تسعة عقود من انتهاكات الأنظمة الإيرانية المختلفة ضد العرب الأحوازيين، للناشط الحقوقي الأستاذ كريم الدحيمي.
الندوة شهدت أيضاً حفل إشهار الهيئة الدولية للسلام وحقوق الإنسان، ومقرها جنيف، وتضمنت كلمة الإشهار، التي القاها رئيس الهيئة الدكتور ابراهيم العدوفي استعراضاً موجزاً لرؤية الهيئة وأهدافها وبرامجها المستقبلية، بالإضافة إلى عرض موجز عن حالة حقوق الإنسان في اليمن.
هذا وقد أكد الدكتور إبراهيم العدوفي، رئيس الهيئة، أن المنظمة “ستشكل قيمة مضافة في تعزيز ونشر ثقافة حقوق الانسان”، وأنها ستعمل “على التركيز على قضايا حقوق الطفل والنزاعات المسلحة والمرأة، وقضايا الهجرة واللجوء، وستتفاعل مع الوثيقة العالمية التي أقرتها الامم المتحدة مؤخراً، وهي الميثاق العالمي للهجرة وغيرها من القضايا“.
من جهته، أكد الدكتور همدان دماج، نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الذي أدار جلسات الندوة، أن “التعاطي مع مسألة حقوق الإنسان العربي في إيران المعاصرة لا ينبغي أن يكون مرتهناً للتوتر السياسي القائم حالياً بين النظام الايراني والعرب، لكن ينبغي النظر إليها باعتبارها قضية إنسانية حقوقية مبدئية جديرة بالاهتمام لذاتها أولاً، لما تحمله من تاريخ طويل من المعاناة والنضال المستمر، وثانياً أنها احدى القضايا العربية المغيبة عن الرأي العام العربي تحديداً ولسنوات طويلة لاعتبارات مبهمة تحتاج إلى مزيد من البحث والاستقصاء”، كما أضاف أن “الدور الإيراني في التدخل، ليس فقط في شؤون البلدان وسياسات الدول العربية، بل وفي تعميق الهوة الاجتماعية وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية، والمساهمة الفاعلة في الحروب الأهلية الكارثية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء لا بد أن يلقي بظلاله أيضاً على مستقبل القضية الأحوازية، وعلى مدى تصعيد مستوى العنف والقمع الذي يمكن أن يتعرض له أبناء الأحواز في الفترة الحالية أو القادمة من الأيام، وهو ما ينبغي التنبه له أيضاً.
على نفس الصعيد صرح الدكتور محمود العزاني، رئيس منظمة تمدن البريطانية، أن موضوع حقوق الإنسان يجب أن يحظى باهتمام أكبر من سواءً كان في موضوع الأحواز أو غيره، غير أن قضية الأحواز لها خصوصية، من كونها تقع في منطقة التماس التاريخي والحضاري بين العرب وإيران، وما هو حاصل من توتر في العلاقات العربية الإيرانية، وكيف سينعكس سلباً كل هذا على أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الأحواز.
الجدير بالذكر أن قضية حقوق العرب في إيران تحظى باهتمام كبير في الأوساط الحقوقية والسياسية الغربية، لكنها ما تزال مغيبة في الأوساط العربية.